رحلتي من الشك إلى الإيمان

              

يتكلم الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن وجود الله بأسلوب بسيط وعقلاني.

قراءة: أماني عيسى.

مقتطفات من الكتاب:

كان ذلك من زمن بعيد لست أذكره, ربما كنت أدرج من الثالثة عشرة إلى الرابعة عشرة وربما قبل ذلك, في مطالع المراهقة, حينما بدأت أتساءل في تمرد: تقولون إن الله خلق الدنيا لأنه لا بد لكل مخلوق من خالق ولا بد لكل صنعة من صانع ولا بد لكل موجود من مُوجد، صدَّقنا وآمنا، فلتقولوا لي إذن من خلق الله؟ أم أنه جاء بذاته؟ فإذا كان قد جاء بذاته وصح في تصوركم أن يتم هذا الأمر, فلماذا لا يصح في تصوركم أيضا أن الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق وينتهي الإشكال؟!

(الله) 1/8

إن الإنسان ليضحى بلقمته و بيته و فراشه الدافئ فى سبيل أهداف و مثل و غايات شديدة التجريد كالعدل و الحق و الخير و الحرية.

(الجسد) 2/8

الصلاة لا يكفي فيها خشوع النفس و إنما لا بد أن يعبر الجسد عن الخشوع هو الآخر و في ذات الوقت بالركوع و السجود, و الصلاة الإسلامية هي رمز لهذه الوحدة التي لا تتجزأ بين الروح  و الجسد لروح تخشع و اللسان يسبح و الجسد يركع .

(الروح) 3/8

حينما نعيش حياتنا لا نضع اعتبار ا للموت و نتصرف في كل لحظة دون أن نحسب حساب ا للموت و ننظر إلى الموت كأنه اللامعقول فنحن في الواقع نفكر و نتصرف بهذه الأنا العميقة التي هي الروح و التي لا تعرف الموت بطبيعتها.

(العدل الأزلي) 4/8

نصيبنا إلى الخلود هو ما نضفيه إلى وعاء الكل ، أما شخوصنا وأفرادنا فمصيرها إلى العدم.

إن العلم الحق لم يكن أبداً مناقضاً للدين بل إنه دال عليه مؤكد لمعناه, و إنما نصف العلم هو الذي يوقع العقل في الشبهة و الشك  و بخاصة إن كان ذلك العقل مزهوّاً بنفسه معتدّاً بعقلانيته  و بخاصة إذا دارت المعركة في عصر يتصور فيه العقل أنه كلّ شيء و إذا حاصرت الإنسان شواهد حضارة ماديّة صارخة تزأر فيها الطائرات و سفن الفضاء و الأقمار الصناعيّة هاتفةً كلّ لحظة, أنا المادة, أنا كل شيء.

(لماذا العذاب؟) 5/8

لا توجد شبكة حريرية من الأكاذيب كما توجد في الحب , ففي كل كلمة كذبة , وفي كل لمسة كذبة.

ذرة الإخلاص أفضل من قناطير الكتب.

(ماذا قالت لي الخلوة؟) 6/8

الصدق في الحب نادر أندر من الماس في الصحارى , وهو من أخلاق الصديقين وليس من أخلاق الغمر العادي من الناس.

إنها فصل في رواية , كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها استمرار بعد الموت , وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح للعذاب معنى.

(التوازن العظيم) 7/8

الصدق شيئ نادر جدا , والصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود, بل إننا لنبدأ فى الكذب من لحظة أن نتيقظ فى الصباح وقبل أن نفتح فمنا بكلمة.

إن فن الدبلوماسية الرفيع هو كيف تستطيع أن تجعل الكذب يبدو كالصدق , وكيف تقول ما لا تعني , وكيف تخفي ما تريد , وكيف تحب ما تكره , وكيف تكره ما تحب.

(المسيخ الدجال) 8/8

العالم أصبح مسرحاً مجنوناً يهرول فيه المجانين في اتجاه واحد نحو القوة المادية.

تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى ..وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.

العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والانضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك .. والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة.

إن لذي يقول أن الإنسان مجموعة وظائف فيسولوجية مادية لا غير، عليه أن يفسر لنا أين يذهب ذلك الإنسان في لحظة النوم؟

و أذكر بهذه المناسبة النكتة التي رويت عن تشرشل حينما رأى شاهد مقبرة مكتوبًا عليه  "هنا يرقد الرجل الصادق والسياسي العظيم" فقال: هذه أول مرة أرى فيها رجلين يدفنان في تابوت واحد!

مثل هؤلاء الجبارين هل من المفروض ان يقدم لهم الله حفلة شاي لأن الله محبه ؟! بل ان جهنم هي منتهى المحبة مادامت لاتوجد وسيلة غيرها لتعريف هؤلاء بأن هناك الهًا عادلًا.

لتحميل الكتاب كامل بصيغة MP3